بينما نحن جلوس في بيت رجال من أهل الفضل
إذ دخل علينا هذا المجذوب
رجل متدني الهيئة
يلبس أطمارا بالية , أو قل لا يلبس
إذ دخل علينا هذا المجذوب
رجل متدني الهيئة
يلبس أطمارا بالية , أو قل لا يلبس
خرق بالية وثياب يظهر أكثر مما يستر
طرق الرجل الباب ودخل فلم تتقاذفه الأيدي ولم يطرده أهل البيت
بل أخذوا يحتفلون به , ويكيلون له كل الترحيب
بل لكأنهم وجدوا جوهرة كانوا ينتظروها
جلس الرجل على الفرش الأرضي المبسوط
يلتف بأثواب بالية رثة
وبدأ يتكلم بكلام لا نفهم جله
أذكر مما قاله
سيدنا الله رب العالمين كلمني ]
[ طلبت منه مساعدين يساعدوني في شغلي مرضيش
لم أتعجب مما قال الرجل المجذوب
فأنا لا أنكر أقوالا تصدر من أمثاله
بل لا أعترض عليهم
ثم تابع المجذوب كلامه فقال
من كام يوم كنت قاعد على الطريق ]
من كام يوم كنت قاعد على الطريق ]
عدى علي رجلين لابسين لبس كويس
واحد منهم بص لي واستعجب
واحد منهم بص لي واستعجب
وقعد يتكلم مع صاحبه وطلع لي فلوس من جيبه وعايزني آخدها
قلت له : يا ابني سيبني وخليني في حالي
الحكاية مش حكاية فلوس ولا نفوذ
انت تفتكرني عواطلي ؟؟
والله يا ابني انا شغال شغلانة لا انت ولا غيرك يقدر يعملها
[ أنا مشغلني سيدنا الله رب العالمين
قلت له : يا ابني سيبني وخليني في حالي
الحكاية مش حكاية فلوس ولا نفوذ
انت تفتكرني عواطلي ؟؟
والله يا ابني انا شغال شغلانة لا انت ولا غيرك يقدر يعملها
[ أنا مشغلني سيدنا الله رب العالمين
****
أخذت أتفكر في كلمات الرجل وفي العمل المكلف به
فهو في كل يوم ربما يكون في مكان مختلف
ربما يقطع المسافات بين البلاد ماشيا على الأقدام لا يتعب ولا يشكو
ربما يقطع المسافات بين البلاد ماشيا على الأقدام لا يتعب ولا يشكو
وتذكرت في حضرة هذا المجذوب رجلا مجذوبا آخر يشبهه
كان يجلس في مسجد يلبس أثوابا مثل ثياب هذا الرجل المجذوب
دخل عليه رجل فقال في نفسه
كان يجلس في مسجد يلبس أثوابا مثل ثياب هذا الرجل المجذوب
دخل عليه رجل فقال في نفسه
والله ما ضر الدين إلا أمثال هذا المجذوب
لماذا يجلس في المسجد بهذه الهيئة ؟؟
فناداه الرجل المجذوب وقال
يا ولدي , اعلم أن الله تعالى يقول
[ واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه ]
فاندهش الرجل وقال
من الذي أدراه بما حدثت به نفسي
ثم قال في نفسه لقد أخطأت والله في حق الرجل
وإنه لمن الصالحين
فناداه المجذوب وقال له
يا ولدي , اعلم أن الله تعالى يقول
[ واعلموا أن الله غفور رحيم ]
****
****
فما أغرب حال هؤلاء المجذوبين وما أعجب حكاياتهم
20 / 7 / 2007
No comments:
Post a Comment